يوميات معلم صف (خريج مستجد)
يوميات معلم صف
سأبدأ بالتعريف بنفسي (شاب أنهى دراسته الجامعية في كلية التربية معلم صف انتقل من دراسة أكاديمية إلى مجال الحياة العملية التي لا بد من الوصول إليها)
البداية كانت بالتعرف على الكادر التدريسي الذي راح يناديك بتلك الكلمة التي تسمعها لأول مرة والتي سوف تسبب لك الكثير من الصداع من كثرة سماعها مستقبلا ألا وهي ( يا أستاذ ) إلى هنا والأمور تسير على خير ما يرام وتبدأ الحكاية عند دخولك الغرفة المغلقة (غرفة الصف) والتي مع انغلاقها المحكم سوف تدور على أرضها الكثير من المواقف والحكايات
ولسوء الحظ تم اختياري لأكون مسئولا عن تلاميذ الصف الأول بعد محاولات التهرب التي باءت بالفشل وذلك بناء على تعليمات عليا بتسليم تلاميذ الصف الأول لأيدي خبيرة بنظريات التربية وآخر ما وصل إليه العلم من طرائق ووسائل تدريسية وأن هذه الأيدي يجب أن تؤسس الجيل منذ نعومة أظفاره وترافقه مع مراحل نموه العضوي والثقافي والاجتماعي ...........إلخ
وهنا تبدأ الحكاية دخلت غرفة الصف لأجد تلك الصفحات البيضاء على حد قول الكتب التي تم تلقينها إيانا طوال فترة الدراسة الجامعية وقد انهالت بالبكاء لمجرد مشاهدة وجهي وقد اصطحب كل من صفحاتي البيضاء ( التلاميذ) أحد أقربائه ليكون سندا له في مواجهة الجلاد القادم (أنا) حاولت حينها إخفاء علامات الدهشة وقبول الوضع على أنها البداية فقط وبدأت ترويض الحشود الثائرة والتي رفضت ترك يد مرافقيها بل زادت من تشبثها بها لم تجدي محاولاتي نفعا واسترجعت ما تعلمت في دراستي الجامعية فلم أجد ما يناسب هذه الحالة وحينها شعرت بالضعف وشيء من الهزيمة (تربطت يداي) وقررت الاستعانة بزملائي الجدد و القديمي العهد ذوي الخبرة العملية في هذا المجال وجاءتني الإمدادات بعد طلبي طبعا وتنحيت جانبا لأشاهد وأتعلم عن بعد كيفية التصرف مع هذه المواقف وتابعت لأجد طفلا يتعامل مع أطفال من نفس العمر ليجذبهم بحديثه السلس وتعامله اللطيف ويكافئ المستجيب ببعض حبات السكر المسماة في تلك القرية (أنقاص)
ولكن فئة من التلاميذ لم تجدي معهم هذه الأساليب نفعا وواصلوا البكاء والتمسك بأقربائهم ولكن كان لهم أسلوب خاص حيث انقلب ذلك الطفل البريء إلى الوجه الآخر الذي غلب عليه الحزم والعنف ووصل في بعض اللحظات إلى الضرب حيث عمد المعلم المغيث إلى طرد المرافقة بسرعة والتفرغ لهذه الفئة بالتهديد والوعيد في حال بقائهم على ما هم عليه ومكافئتهم في حال تغيير مواقفهم وفعلا عادت غرفة الصف إلى حجرة دراسية بعد أن كانت مكان للفوضى وتم تسليمي مهامي بعد السيطرة على الوضع الأمني وإفشاء جو من الهدوء النسبي إلى حد ما وتسلمت مهامي بعد أن تأكدت من صدق المقولة التي قرأتها في أحد الكتب الجامعية في شهوري الجامعية الأخيرة وهي( لا طريقة واحدة للتعامل مع التلاميذ بل لكل تلميذ طريقة)
والآن شخصيتان فقط في الساحة الأولى المعلم (أنا) مع خبرتي الضئيلة في التعامل مع طيور الجنة (الأطفال)
والثانية التلاميذ (طيور الجنة ) أو الصفحات البيضاء التي رأيتها عن كثب ولكنني لم أتيقن من ذلك حتى وجدت تلك الصفحات البيضاء ليست خالية من المعلومات فقط بل تجاوز الفراغ في الصفحات حتى وجدتها خالية من الأسطر والهامش أيضاً
وفي هذا الوضع كان هناك حالتان أيضاً المعلم يحتاج لفترة للتأقلم مع الوضع الجديد وفي نفس الوقت تقع على عاتقه مسئولية ترويض هذه الأنفس المتخبطة .
كانت أول الخطوات هي تعويد التلاميذ على النظام (الانضباط في الصف أخذ الإذن عند الدخول والخروج وتعويد التلاميذ على طريقة أخذ الإذن والعبارات المناسبة لذلك )
ولكن الأخطاء بدأت من جانبي وأولها أن سيل معلوماتي بدأ بالتدفق على هذه الصفحات البيضاء فكان أشبه بمحبرة وقد أفرغت حبرها بعشوائية
فكان نتيجة هذا التدفق ارتباك التلاميذ وخوف مما يحصل أحسست بذلك بعد مضي قليل من الزمن لأضع رجلي على المكابح وأعيد الترتيب والتخطيط وتنظيم أساليب الإلقاء وطرائقه بحيث يتم تقبلها من التلاميذ وكانت برامج المعسكرات الطليعية ملاذ لي في أيامي الأولى حيث أخذت هذه الأيام طابع اللعب والنشاطات الصفية الطليعية إلى أن بدأ التلاميذ بالاستجابة للمعلم والتعلق بي وعلى الجانب الآخر بدأ المعلم يفهم الطبيعة الطفلية ومستوى التفكير خاصتها.
ومع بداية التأقلم مع التلاميذ كان هناك كثير من الأمور بانتظاري تمثل روتينيات المدرسة
1- دفتر التفقد :الذي عاثت أناملي الخشنة وأقلامي فيه فساداً حتى لم يستطع مزيل الحبر تصحيح الأخطاء التي تم ارتكابها فيه.
2- المناوبة ودفتر المناوبة: لم أعرف قبل ماذا يعني ذلك حتى أخذت تعليمات من معلم صاحب تجربة في هذا المجال.
3-دفتر العلامات: مع اقتراب الشهر من الانتهاء تم عرض سجل جديد عليِِّ وهو دفتر العلامات الذي احتاج من المعلم المساعد لي من جلسة خاصة يعلمني كيفية استخدامه وتنظيمه وتنسيقه.
4- دفتر التفقد اليومي للمعلمين: هذا الدفتر كان التعرف عليه من خلال النظر عن بعد إلى المعلمين الذين أتوا صباحاً ليوقعوا فيه بجانب اسمهم قبل أي شيء آخر.
5- اللوحة التنظيمية للفرقة (الصف) : والتي تعد هامة على حد قول المعلمين (الزملاء) لأن التوجيه سوف يسأل عليها قبل كل شيء.
6-دفتر التحضير : دعنا نقول أن هنا بيت القصيد لأن هذا الدفتر سبب لي أزمة نفسية وقد انقسم هذا التحضير إلى قسمين دفتر التحضير اليومي الخاص بالمنهاج ودفتر التحضير الطليعي ولكن الأزمة زالت بعد حضور التوجيه والاطلاع عليه وتسجي في آخر صفحة تم تحضيرها (شوهد في تاريخ ........) حيث أن وجود التحضير هو الهام وليس التحضير نفسه
وكذلك هو الأمر بالنسبة لباقي السجلات والتي يكفي أن تكون على ما يرام
مع عدم الاهتمام بسير العملية التربوية على أرض الواقع.
دعنا نعود إلى الحجرة الصفية واسمحوا لي بعرض بعض المواقف التي قلت حين مررت بها (شر البلية ما يضحك)
- وضعت أحد تمارين الجمع البسيطة على السبورة وقلت لأحد التلاميذ (تعال قلن لرفقاتك كيف بدنا نحلوا)
فإذا بمصطفى (التلميذ) يلتفت نحو رفاقه ليقول لهم (كيف بدنا نحلوا)
- موقف آخر : بعد تلقين التلاميذ أحد دروس القراءة كتبت لكل منهم على كتابه بجانب درس القراءة (الوظيفة كتابة الدرس وحفظه)ليعرف والدا التلميذ ما هو الواجب ليوم غد وعمدت إلى التأكيد على التلاميذ ماعليهم فعله كانت المفاجأة مايليك
كتب أحد التلاميذ الوظيفة على الشكل التالي:
الوظيفة كتابة الدرس وحفظه
الوظيفة كتابة الدرس وحفظه
الوظيفة كتابة الدرس وحفظه
الوظيفة كتابة الدرس وحفظه
- موقف آخر : مع انتشار مرض أنفلونزا الخنازير راحت المادة الخضراء تملئ أنوف التلاميذ مما زاد خوفي من وصول المرض إلي فكنت أحاول الابتعاد عنهم غير أنهم كانوا يلتصقون بي إذا ما أرادوا شيئاً ولكن كل ذلك بكفة وما حصل من منظر في ذلك اليوم بكفة أخرى حيث جلست أراقب أحد التلاميذ المصابين بالرشح وقد بدأت المادة الخضراء بالنزول تدريجيا من منخره الصغير ثم يستنشق بعض الهواء محاولا إعادتها إلى مخبئها تكررت هذه المحاولات إلى إن تركها تنزل دون شعور منه بها ولكن تحسس لسانه لها ولطعمها المميز جعله يمسحها بيده بسرعة ويمسح يده بملابسه المدرسية أحسست حينها بشيء من القشعريرة وبأن شعر رأسي قد وقف طلبت منه أن يذهب ليغسل يديه وأنفه ولكن ذلك كان متأخراً.
هذا ويسير الروتين يوميا على هذه الحال وسوف أواتيكم بمايستجد أولا بأول .
ولكن أكثر ما يميز الطفولة فعلا هي البراءة حيث أن هذا الطفل مهما أنبته أو عاقبته يعود بعد دقائق قليلة وكأن شيئاً لم يحدث . ولكن هذا لا يعني بأن الطفل لا يملك من الدهاء والخداع شيئاً سوف ترى ذلك بنفسك.
وأخيراً أود وضع هذه القصيدة الشارحة لوضع المعلم المتضمنة حياته بشيء من الفكاهة.
وأكون منشغلا بشرحي غارقا بالدرس لا أبغي سواه بديلا
مستخدما طرق الحوار وتارة أجد السؤال يفيد والتعليلا
فأسأل الطلاب عن مضمونه وأقول قد يشفي الجواب غليلا
وإذا بطفل يستطيل بصوته (يردُّ الفرات زئيره والنيلا)
أستاذ أستاذي ويرفع إصبعا ويقيم أخرى ترفض التنزيلا
وأكاد أقفز من مكاني فرحة هيا بنيَّ أجب أراك نبيلا
فيقول يا أستاذ إني محصر هب لي إلى الحمام منك سبيلا
وأكاد أصعق منه إلا أنني أجد التصبر نافعا وجميلا
وإذا بآخر في الجواب يغيظني يشكو زميلا مؤذيا وكسولا
أو يمتطي جنح الخيال محلقا فيفوق(هوميروس)أو (فيرجيلا)
أو قد يقول مباهيا ومفاخرا إني رأيتك تحمل الزنبيلا
أو قد رأيتك قائما أو قاعدا أو في الحديقة جالسا مفتولا
حتى كأني قد فعلت جريمة أو قد قتلت من الأنام قتيلا
وأقول في "الفسحات" ألقى راحتي وأزيل هما جاثما وثقيلا
بكؤوس شاي أو برشفة قهوة أو بالهواء مطيبا وعليلا
وإذا ب"ناظرنا" يهرول مسرعا أستاذ صرت مناوبا مشغولا
اخرج مع الطلاب طابورا ولا تدع النظام ولا تندّ قليلا
واذكر بُعيد الفجر "بَاصَك"لا تنم فطريقك المعتاد بات طويلا
واجعل نشاط في الصحافة و الإذا عة و الريادة بينا مقبولا
وإذا كتبت محضّرا في دفتري أهداف تعليمي وجئت عجولا
ووضعت في مواهبي ومذاهبي ومعارفي منذ القرون الأولى
جاء الوكيل وقال عدل يا فتى اشطب وسجل غيره مقبولا
خصص ومثّل للنشاطات التي أعطيتها واجعل لديك دليلا
قد صار في التحضير عندي عقدة فأراه في الحلم الطويل طويلا
أهذي به وقت الطعام وتارة أهذي به إذ ما رأيت خليلا
حتى الجوار تعقدوا من هوله والحي صار بعقدة مشمولا
لا تعجبوا إن صحت يوما صيحة ووقعت ما بين الفصول قتيلا
يا من يريد الانتحار وجدته إن المعلم لا يعيش طويلا
يوميات معلم صف
سأبدأ بالتعريف بنفسي (شاب أنهى دراسته الجامعية في كلية التربية معلم صف انتقل من دراسة أكاديمية إلى مجال الحياة العملية التي لا بد من الوصول إليها)
البداية كانت بالتعرف على الكادر التدريسي الذي راح يناديك بتلك الكلمة التي تسمعها لأول مرة والتي سوف تسبب لك الكثير من الصداع من كثرة سماعها مستقبلا ألا وهي ( يا أستاذ ) إلى هنا والأمور تسير على خير ما يرام وتبدأ الحكاية عند دخولك الغرفة المغلقة (غرفة الصف) والتي مع انغلاقها المحكم سوف تدور على أرضها الكثير من المواقف والحكايات
ولسوء الحظ تم اختياري لأكون مسئولا عن تلاميذ الصف الأول بعد محاولات التهرب التي باءت بالفشل وذلك بناء على تعليمات عليا بتسليم تلاميذ الصف الأول لأيدي خبيرة بنظريات التربية وآخر ما وصل إليه العلم من طرائق ووسائل تدريسية وأن هذه الأيدي يجب أن تؤسس الجيل منذ نعومة أظفاره وترافقه مع مراحل نموه العضوي والثقافي والاجتماعي ...........إلخ
وهنا تبدأ الحكاية دخلت غرفة الصف لأجد تلك الصفحات البيضاء على حد قول الكتب التي تم تلقينها إيانا طوال فترة الدراسة الجامعية وقد انهالت بالبكاء لمجرد مشاهدة وجهي وقد اصطحب كل من صفحاتي البيضاء ( التلاميذ) أحد أقربائه ليكون سندا له في مواجهة الجلاد القادم (أنا) حاولت حينها إخفاء علامات الدهشة وقبول الوضع على أنها البداية فقط وبدأت ترويض الحشود الثائرة والتي رفضت ترك يد مرافقيها بل زادت من تشبثها بها لم تجدي محاولاتي نفعا واسترجعت ما تعلمت في دراستي الجامعية فلم أجد ما يناسب هذه الحالة وحينها شعرت بالضعف وشيء من الهزيمة (تربطت يداي) وقررت الاستعانة بزملائي الجدد و القديمي العهد ذوي الخبرة العملية في هذا المجال وجاءتني الإمدادات بعد طلبي طبعا وتنحيت جانبا لأشاهد وأتعلم عن بعد كيفية التصرف مع هذه المواقف وتابعت لأجد طفلا يتعامل مع أطفال من نفس العمر ليجذبهم بحديثه السلس وتعامله اللطيف ويكافئ المستجيب ببعض حبات السكر المسماة في تلك القرية (أنقاص)
ولكن فئة من التلاميذ لم تجدي معهم هذه الأساليب نفعا وواصلوا البكاء والتمسك بأقربائهم ولكن كان لهم أسلوب خاص حيث انقلب ذلك الطفل البريء إلى الوجه الآخر الذي غلب عليه الحزم والعنف ووصل في بعض اللحظات إلى الضرب حيث عمد المعلم المغيث إلى طرد المرافقة بسرعة والتفرغ لهذه الفئة بالتهديد والوعيد في حال بقائهم على ما هم عليه ومكافئتهم في حال تغيير مواقفهم وفعلا عادت غرفة الصف إلى حجرة دراسية بعد أن كانت مكان للفوضى وتم تسليمي مهامي بعد السيطرة على الوضع الأمني وإفشاء جو من الهدوء النسبي إلى حد ما وتسلمت مهامي بعد أن تأكدت من صدق المقولة التي قرأتها في أحد الكتب الجامعية في شهوري الجامعية الأخيرة وهي( لا طريقة واحدة للتعامل مع التلاميذ بل لكل تلميذ طريقة)
والآن شخصيتان فقط في الساحة الأولى المعلم (أنا) مع خبرتي الضئيلة في التعامل مع طيور الجنة (الأطفال)
والثانية التلاميذ (طيور الجنة ) أو الصفحات البيضاء التي رأيتها عن كثب ولكنني لم أتيقن من ذلك حتى وجدت تلك الصفحات البيضاء ليست خالية من المعلومات فقط بل تجاوز الفراغ في الصفحات حتى وجدتها خالية من الأسطر والهامش أيضاً
وفي هذا الوضع كان هناك حالتان أيضاً المعلم يحتاج لفترة للتأقلم مع الوضع الجديد وفي نفس الوقت تقع على عاتقه مسئولية ترويض هذه الأنفس المتخبطة .
كانت أول الخطوات هي تعويد التلاميذ على النظام (الانضباط في الصف أخذ الإذن عند الدخول والخروج وتعويد التلاميذ على طريقة أخذ الإذن والعبارات المناسبة لذلك )
ولكن الأخطاء بدأت من جانبي وأولها أن سيل معلوماتي بدأ بالتدفق على هذه الصفحات البيضاء فكان أشبه بمحبرة وقد أفرغت حبرها بعشوائية
فكان نتيجة هذا التدفق ارتباك التلاميذ وخوف مما يحصل أحسست بذلك بعد مضي قليل من الزمن لأضع رجلي على المكابح وأعيد الترتيب والتخطيط وتنظيم أساليب الإلقاء وطرائقه بحيث يتم تقبلها من التلاميذ وكانت برامج المعسكرات الطليعية ملاذ لي في أيامي الأولى حيث أخذت هذه الأيام طابع اللعب والنشاطات الصفية الطليعية إلى أن بدأ التلاميذ بالاستجابة للمعلم والتعلق بي وعلى الجانب الآخر بدأ المعلم يفهم الطبيعة الطفلية ومستوى التفكير خاصتها.
ومع بداية التأقلم مع التلاميذ كان هناك كثير من الأمور بانتظاري تمثل روتينيات المدرسة
1- دفتر التفقد :الذي عاثت أناملي الخشنة وأقلامي فيه فساداً حتى لم يستطع مزيل الحبر تصحيح الأخطاء التي تم ارتكابها فيه.
2- المناوبة ودفتر المناوبة: لم أعرف قبل ماذا يعني ذلك حتى أخذت تعليمات من معلم صاحب تجربة في هذا المجال.
3-دفتر العلامات: مع اقتراب الشهر من الانتهاء تم عرض سجل جديد عليِِّ وهو دفتر العلامات الذي احتاج من المعلم المساعد لي من جلسة خاصة يعلمني كيفية استخدامه وتنظيمه وتنسيقه.
4- دفتر التفقد اليومي للمعلمين: هذا الدفتر كان التعرف عليه من خلال النظر عن بعد إلى المعلمين الذين أتوا صباحاً ليوقعوا فيه بجانب اسمهم قبل أي شيء آخر.
5- اللوحة التنظيمية للفرقة (الصف) : والتي تعد هامة على حد قول المعلمين (الزملاء) لأن التوجيه سوف يسأل عليها قبل كل شيء.
6-دفتر التحضير : دعنا نقول أن هنا بيت القصيد لأن هذا الدفتر سبب لي أزمة نفسية وقد انقسم هذا التحضير إلى قسمين دفتر التحضير اليومي الخاص بالمنهاج ودفتر التحضير الطليعي ولكن الأزمة زالت بعد حضور التوجيه والاطلاع عليه وتسجي في آخر صفحة تم تحضيرها (شوهد في تاريخ ........) حيث أن وجود التحضير هو الهام وليس التحضير نفسه
وكذلك هو الأمر بالنسبة لباقي السجلات والتي يكفي أن تكون على ما يرام
مع عدم الاهتمام بسير العملية التربوية على أرض الواقع.
دعنا نعود إلى الحجرة الصفية واسمحوا لي بعرض بعض المواقف التي قلت حين مررت بها (شر البلية ما يضحك)
- وضعت أحد تمارين الجمع البسيطة على السبورة وقلت لأحد التلاميذ (تعال قلن لرفقاتك كيف بدنا نحلوا)
فإذا بمصطفى (التلميذ) يلتفت نحو رفاقه ليقول لهم (كيف بدنا نحلوا)
- موقف آخر : بعد تلقين التلاميذ أحد دروس القراءة كتبت لكل منهم على كتابه بجانب درس القراءة (الوظيفة كتابة الدرس وحفظه)ليعرف والدا التلميذ ما هو الواجب ليوم غد وعمدت إلى التأكيد على التلاميذ ماعليهم فعله كانت المفاجأة مايليك
كتب أحد التلاميذ الوظيفة على الشكل التالي:
الوظيفة كتابة الدرس وحفظه
الوظيفة كتابة الدرس وحفظه
الوظيفة كتابة الدرس وحفظه
الوظيفة كتابة الدرس وحفظه
- موقف آخر : مع انتشار مرض أنفلونزا الخنازير راحت المادة الخضراء تملئ أنوف التلاميذ مما زاد خوفي من وصول المرض إلي فكنت أحاول الابتعاد عنهم غير أنهم كانوا يلتصقون بي إذا ما أرادوا شيئاً ولكن كل ذلك بكفة وما حصل من منظر في ذلك اليوم بكفة أخرى حيث جلست أراقب أحد التلاميذ المصابين بالرشح وقد بدأت المادة الخضراء بالنزول تدريجيا من منخره الصغير ثم يستنشق بعض الهواء محاولا إعادتها إلى مخبئها تكررت هذه المحاولات إلى إن تركها تنزل دون شعور منه بها ولكن تحسس لسانه لها ولطعمها المميز جعله يمسحها بيده بسرعة ويمسح يده بملابسه المدرسية أحسست حينها بشيء من القشعريرة وبأن شعر رأسي قد وقف طلبت منه أن يذهب ليغسل يديه وأنفه ولكن ذلك كان متأخراً.
هذا ويسير الروتين يوميا على هذه الحال وسوف أواتيكم بمايستجد أولا بأول .
ولكن أكثر ما يميز الطفولة فعلا هي البراءة حيث أن هذا الطفل مهما أنبته أو عاقبته يعود بعد دقائق قليلة وكأن شيئاً لم يحدث . ولكن هذا لا يعني بأن الطفل لا يملك من الدهاء والخداع شيئاً سوف ترى ذلك بنفسك.
وأخيراً أود وضع هذه القصيدة الشارحة لوضع المعلم المتضمنة حياته بشيء من الفكاهة.
وأكون منشغلا بشرحي غارقا بالدرس لا أبغي سواه بديلا
مستخدما طرق الحوار وتارة أجد السؤال يفيد والتعليلا
فأسأل الطلاب عن مضمونه وأقول قد يشفي الجواب غليلا
وإذا بطفل يستطيل بصوته (يردُّ الفرات زئيره والنيلا)
أستاذ أستاذي ويرفع إصبعا ويقيم أخرى ترفض التنزيلا
وأكاد أقفز من مكاني فرحة هيا بنيَّ أجب أراك نبيلا
فيقول يا أستاذ إني محصر هب لي إلى الحمام منك سبيلا
وأكاد أصعق منه إلا أنني أجد التصبر نافعا وجميلا
وإذا بآخر في الجواب يغيظني يشكو زميلا مؤذيا وكسولا
أو يمتطي جنح الخيال محلقا فيفوق(هوميروس)أو (فيرجيلا)
أو قد يقول مباهيا ومفاخرا إني رأيتك تحمل الزنبيلا
أو قد رأيتك قائما أو قاعدا أو في الحديقة جالسا مفتولا
حتى كأني قد فعلت جريمة أو قد قتلت من الأنام قتيلا
وأقول في "الفسحات" ألقى راحتي وأزيل هما جاثما وثقيلا
بكؤوس شاي أو برشفة قهوة أو بالهواء مطيبا وعليلا
وإذا ب"ناظرنا" يهرول مسرعا أستاذ صرت مناوبا مشغولا
اخرج مع الطلاب طابورا ولا تدع النظام ولا تندّ قليلا
واذكر بُعيد الفجر "بَاصَك"لا تنم فطريقك المعتاد بات طويلا
واجعل نشاط في الصحافة و الإذا عة و الريادة بينا مقبولا
وإذا كتبت محضّرا في دفتري أهداف تعليمي وجئت عجولا
ووضعت في مواهبي ومذاهبي ومعارفي منذ القرون الأولى
جاء الوكيل وقال عدل يا فتى اشطب وسجل غيره مقبولا
خصص ومثّل للنشاطات التي أعطيتها واجعل لديك دليلا
قد صار في التحضير عندي عقدة فأراه في الحلم الطويل طويلا
أهذي به وقت الطعام وتارة أهذي به إذ ما رأيت خليلا
حتى الجوار تعقدوا من هوله والحي صار بعقدة مشمولا
لا تعجبوا إن صحت يوما صيحة ووقعت ما بين الفصول قتيلا
يا من يريد الانتحار وجدته إن المعلم لا يعيش طويلا